المواقع الأثرية وأهمية توثيق الآثار المكتشفة
تحرير / عمار خالد زيد الشامي
اسفرت جهود فريق علماء الآثار اليمني في بعض محافظات الجمهورية عن لقى اثرية تعود الى الالف الخامس قبل الميلاد، وتمثل هذه الفترة بداية الاستيطان البشري على المرتفعات اليمنية المتواجدة في مناطق إب وتعز وذمار والجوف ولعل الجانب الاهم في هذه التنقيبات انها تسد ثغرة في التسلسل التاريخي للمعثورات الاثرية في اليمن ففي الوقت الذي حوى فيه متحف عدن معثورات من العصر الحجري (الالف السابع قبل الميلاد) وبشكل مباشر جاءت لقى العصر البرونزي (الالف الرابع قبل الميلاد) وما بين الحقبتين يبقى الفراغ الذي تشغله اللقى الاثرية في التنقيبات التي لاتزال مستمرة في المواقع الاثرية في شبوة والجوف ومأرب وحضرموت.
وقد تم اكتشاف المقابر رغم طول فترة البحث في منطقة الجوف والعثور على المستوطنات البشرية التي تعود الى الالف الرابع قبل الميلاد فانه لم يعثر على اية مدافن بشرية في جزيرة سقطرى التي كانت آهلة بالسكان حينذاك وهذا يدل على تنقل الانسان من منطقة الى اخرى بحثا عن الماء والغذاء في المناطق الزراعية الخصبة حيث قام الانسان اليمني ببناء المدرجات الزراعية قبل 5000 سنة ليسكن فيها وبناء القصور والقلاع والحصون عليها.
الجوف أكثـر المناطق اليمنية غنى بالقطع الاثرية المختلفة
مما اشتد فريق المنقبين والباحثين اليمنيين في هذه المنطقة (الجوف) وبين صخورها المتراكمة بأشكالها وانماطها المختلفة، حيث ظهرت القطع الفخارية والخرز الصدفي كما تم العثور على قبور بشرية وهياكل واسنان بشرية وذلك ربما يسبب تحللها او سرقتها.
ان المواقع الاثرية في الجوف ومأرب وشبوة وحضرموت تحتاج الى المزيد من البحث والتنقيب والدراسة العلمية وليس كما هو حاصل الآن مجرد التنبيش في هذه المواقع وضياع عدد من القطع الاثرية الهامخة وتعرض بعضها للسرقة وبيعها في الخارج.
اننا ندعو الى ضرورة توثيق هذه القطع الاثرية التي تم العثور عليها في المواقع الاثرية وتم نقلها الى المتاحف الوطنية من خلال جهاز قياس المستوى ثم تثبيت الموقع على خارطتها ويجري تصويرها قبل نزعها من موقعها وتخضع ايضا للمقارنة ثم التحليل اذا كانت مادة عضوية تؤخذ شريحة منها الى مختبرات اجنبية لمعرفة الزمن الذي تعود اليه من خلال اختبارها بالمواد الكيميائية وعلى الرغم من ذلك فنتائج هذه الاكتشافات الاثرية لاتأتي نهائية وانما هي قابلة للتغيير.
حماية المواقع الأثرية
ان هذه الحضارات هي نتاج انساني تأثرت بالتراكمات المعرفية التي سبقتها عبر التاريخ، لذا من الضروري حماية المواقع الاثرية وحماية القطع الاثر ية من التلف والسرقة والاهمال والجهل المنتشر في المناطق النائية حيث تقع المواقع الاثرية لان بعض الناس يقومون بنبش هذه المواقع والعبث بالقطع الاثرية التي توجد دون معرفة قيمتها التاريخية، وان هذه القطع الاثرية هي شاهدة على الحضارة التي اقيمت في المنطقة، وان بعض الحضارات لاتموت اذا تم الحفاظ على القطع الاثرية وجمعها في متحف وطني يشهد على حضارة هذه الدولة وان الاهتمام ببناء المتاحف تشهد على كل الحضارات التي شيدت في هذه الدولة وكل حضارة لها خصوصيتها وسمتها القومية التي تعتز بها وتحاول كل حضارة – بما اوتيت من قوة – ان تفرض سيطرتها وهيمنتها. وفي مأرب نجد حضارة الاطوار والعصور المختلفة وفي بداية الالف الاول قبل الميلاد كانت الحضارات اليمنية القديمة قد بلغت اوج ازدهارها واسهمت بنصيب وافر في المعرفة والتطور الانساني ويمكن مشاهدة المفردات الحضارية للحضارة اليمنية القديمة في المتاحف اليمنية وفي المواقع الاثرية التاريخية من المناطق الشرقية خاصة ومن انحاء البلاد عموما.
اما المفردات الحضارية اليمنية في العصر الاسلامي فقد اتت بعناصر جديدة تشاهدها في المدن والعواصم الهامة ومدن الاقاليم والمواقع على الطرق التجارية والحضارية لطرق الحجيج وفي مقدمتها جوهرة المدن العربية صنعاء القديمة الجميلة، وشبام حضرموت وزبيد وقد اعلنت (اليونسكو) المدن الثلاث من بين مدن التراث الانساني العالمي. وفي المدن التاريخية الاخرى مثل جبلة، صعدة، تريم، ذمار، تعز، ثلا، شيام، كوكبان, عمران، رداع، وجميعها بديعة وجميلة الطراز، وان اختلف قوام البناء ومواده بين الحجارة والطوب الآجر واللبن والطين المخلوط بالتبن.
ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي اصبحت زراعة البن وتصديره عامل تواصل للازدهار الحضاري في مناطق متعددة مثل المخا، اللحية، الحديدة وايضا في القرى والمدن الصغيرة الداخلية مثل بيت الفقيه، المحويت، يريم، الطويلة، إب، شهارة، حجة، مناخة، صبر، يافع، ريمة وغيرها.
كما تعددت التضاريس الطبيعية بين اسلاسل الجبلية الخلابة والصحارى والكثبان الرملية العالية المثيرة الساحرة وبين مايزيد على الفي كيلومتر من السواحل والشواطئ البحرية الجميلة، تعدد المناخ والطراز المعماري وتعددت الحرف اليدوية والفنون والعادات والتقاليد على ان نمط حياة اهل اليمن، وسجاياهم الطيبة، وحبهم واكرامهم للضيف امور من الوهلة الاولى في اية منطقة يمنية.
ان العولمة التي جاءت من الغرب لفرض هيمنة الحضارة الغربية على شعوب الدول العربية مهما حاولت تظل الحضارة اليمنية والعربية شامخة مثالا للعدل بدلا من الظلم ، والمساواة بدلا عن الطبقية والحوار بدلا عن الصراع والسلام بدلا عن الحرب وهذه هي مبادئ حضارتنا اليمنية
تحرير / عمار خالد زيد الشامي
اسفرت جهود فريق علماء الآثار اليمني في بعض محافظات الجمهورية عن لقى اثرية تعود الى الالف الخامس قبل الميلاد، وتمثل هذه الفترة بداية الاستيطان البشري على المرتفعات اليمنية المتواجدة في مناطق إب وتعز وذمار والجوف ولعل الجانب الاهم في هذه التنقيبات انها تسد ثغرة في التسلسل التاريخي للمعثورات الاثرية في اليمن ففي الوقت الذي حوى فيه متحف عدن معثورات من العصر الحجري (الالف السابع قبل الميلاد) وبشكل مباشر جاءت لقى العصر البرونزي (الالف الرابع قبل الميلاد) وما بين الحقبتين يبقى الفراغ الذي تشغله اللقى الاثرية في التنقيبات التي لاتزال مستمرة في المواقع الاثرية في شبوة والجوف ومأرب وحضرموت.
وقد تم اكتشاف المقابر رغم طول فترة البحث في منطقة الجوف والعثور على المستوطنات البشرية التي تعود الى الالف الرابع قبل الميلاد فانه لم يعثر على اية مدافن بشرية في جزيرة سقطرى التي كانت آهلة بالسكان حينذاك وهذا يدل على تنقل الانسان من منطقة الى اخرى بحثا عن الماء والغذاء في المناطق الزراعية الخصبة حيث قام الانسان اليمني ببناء المدرجات الزراعية قبل 5000 سنة ليسكن فيها وبناء القصور والقلاع والحصون عليها.
الجوف أكثـر المناطق اليمنية غنى بالقطع الاثرية المختلفة
مما اشتد فريق المنقبين والباحثين اليمنيين في هذه المنطقة (الجوف) وبين صخورها المتراكمة بأشكالها وانماطها المختلفة، حيث ظهرت القطع الفخارية والخرز الصدفي كما تم العثور على قبور بشرية وهياكل واسنان بشرية وذلك ربما يسبب تحللها او سرقتها.
ان المواقع الاثرية في الجوف ومأرب وشبوة وحضرموت تحتاج الى المزيد من البحث والتنقيب والدراسة العلمية وليس كما هو حاصل الآن مجرد التنبيش في هذه المواقع وضياع عدد من القطع الاثرية الهامخة وتعرض بعضها للسرقة وبيعها في الخارج.
اننا ندعو الى ضرورة توثيق هذه القطع الاثرية التي تم العثور عليها في المواقع الاثرية وتم نقلها الى المتاحف الوطنية من خلال جهاز قياس المستوى ثم تثبيت الموقع على خارطتها ويجري تصويرها قبل نزعها من موقعها وتخضع ايضا للمقارنة ثم التحليل اذا كانت مادة عضوية تؤخذ شريحة منها الى مختبرات اجنبية لمعرفة الزمن الذي تعود اليه من خلال اختبارها بالمواد الكيميائية وعلى الرغم من ذلك فنتائج هذه الاكتشافات الاثرية لاتأتي نهائية وانما هي قابلة للتغيير.
حماية المواقع الأثرية
ان هذه الحضارات هي نتاج انساني تأثرت بالتراكمات المعرفية التي سبقتها عبر التاريخ، لذا من الضروري حماية المواقع الاثرية وحماية القطع الاثر ية من التلف والسرقة والاهمال والجهل المنتشر في المناطق النائية حيث تقع المواقع الاثرية لان بعض الناس يقومون بنبش هذه المواقع والعبث بالقطع الاثرية التي توجد دون معرفة قيمتها التاريخية، وان هذه القطع الاثرية هي شاهدة على الحضارة التي اقيمت في المنطقة، وان بعض الحضارات لاتموت اذا تم الحفاظ على القطع الاثرية وجمعها في متحف وطني يشهد على حضارة هذه الدولة وان الاهتمام ببناء المتاحف تشهد على كل الحضارات التي شيدت في هذه الدولة وكل حضارة لها خصوصيتها وسمتها القومية التي تعتز بها وتحاول كل حضارة – بما اوتيت من قوة – ان تفرض سيطرتها وهيمنتها. وفي مأرب نجد حضارة الاطوار والعصور المختلفة وفي بداية الالف الاول قبل الميلاد كانت الحضارات اليمنية القديمة قد بلغت اوج ازدهارها واسهمت بنصيب وافر في المعرفة والتطور الانساني ويمكن مشاهدة المفردات الحضارية للحضارة اليمنية القديمة في المتاحف اليمنية وفي المواقع الاثرية التاريخية من المناطق الشرقية خاصة ومن انحاء البلاد عموما.
اما المفردات الحضارية اليمنية في العصر الاسلامي فقد اتت بعناصر جديدة تشاهدها في المدن والعواصم الهامة ومدن الاقاليم والمواقع على الطرق التجارية والحضارية لطرق الحجيج وفي مقدمتها جوهرة المدن العربية صنعاء القديمة الجميلة، وشبام حضرموت وزبيد وقد اعلنت (اليونسكو) المدن الثلاث من بين مدن التراث الانساني العالمي. وفي المدن التاريخية الاخرى مثل جبلة، صعدة، تريم، ذمار، تعز، ثلا، شيام، كوكبان, عمران، رداع، وجميعها بديعة وجميلة الطراز، وان اختلف قوام البناء ومواده بين الحجارة والطوب الآجر واللبن والطين المخلوط بالتبن.
ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي اصبحت زراعة البن وتصديره عامل تواصل للازدهار الحضاري في مناطق متعددة مثل المخا، اللحية، الحديدة وايضا في القرى والمدن الصغيرة الداخلية مثل بيت الفقيه، المحويت، يريم، الطويلة، إب، شهارة، حجة، مناخة، صبر، يافع، ريمة وغيرها.
كما تعددت التضاريس الطبيعية بين اسلاسل الجبلية الخلابة والصحارى والكثبان الرملية العالية المثيرة الساحرة وبين مايزيد على الفي كيلومتر من السواحل والشواطئ البحرية الجميلة، تعدد المناخ والطراز المعماري وتعددت الحرف اليدوية والفنون والعادات والتقاليد على ان نمط حياة اهل اليمن، وسجاياهم الطيبة، وحبهم واكرامهم للضيف امور من الوهلة الاولى في اية منطقة يمنية.
ان العولمة التي جاءت من الغرب لفرض هيمنة الحضارة الغربية على شعوب الدول العربية مهما حاولت تظل الحضارة اليمنية والعربية شامخة مثالا للعدل بدلا من الظلم ، والمساواة بدلا عن الطبقية والحوار بدلا عن الصراع والسلام بدلا عن الحرب وهذه هي مبادئ حضارتنا اليمنية