الجسم البشري
الجسم يقوم بوظائف خاصة، مثله في ذلك مثل كل جزء في الآلة.
وباستخدام الحواس، يمكن للإنسان اكتشاف التغيرات في محيطه مثل التغيرات في درجة الحرارة أو الضوء أو الأصوات. ويمكنه أن يتكيف مع هذه التغيرات فورًا. وحواس الجسم مذهلة في الواقع. فمثلا، يمكن للناس تمييز آلاف الروائح، ومع ذلك تعد حاسة الشم من أقل الحواس تطورًا في البشر. ويمكن لجسم الإنسان أيضـًا اكتشاف التغيرات التي تحدث بداخله، مثل تغيرات درجة حرارة الجسم. وتكيف أجزاء الجسم المختلفة النشاط دومًا لتحتفظ بالأعضاء الداخلية على صورتها الطبيعية. وتعتمد هذه التكيفات على جهاز من الأعصاب ينقل الرسائل من أحد أجزاء الجسم إلى الجزء الآخر. ويعد الدماغ أعجب جزء في جسم الإنسان. والواقع أن الدماغ متطوّر في البشر بحيث نجد الإنسان مختلفًا تمامًا عن كل الكائنات الحية الأخرى. فالدماغ المتميز للإنسان يجعله قادرًا على التفكير، ويمكنه من تأليف قوافٍ سخيفة أو شعر جميل. كما أنه يمكِّن الإنسان من تخيل عالم الأحلام أو دراسة غموض الذرة. ولا يمكن لحيوان، مهما بلغ من المكر، كما لا يمكن لحاسوب، مهما بلغ من القوة، أن يفكر مثل الإنسان.ويعمل الدماغ والجهاز العصبي الرائع، الذي يتشعب في أنحاء الجسم، في تعاون وثيق مع الهورمونات المحمولة بالدم. وهذه الأعصاب هي أجهزة السيطرة الذاتية للجسم، التي تنسق كل مايكونه الإنسان أو يفعله.
الجسم يقوم بوظائف خاصة، مثله في ذلك مثل كل جزء في الآلة.
ولكن كل الأجزاء تعمل معـًا، مما يجعل الجسم أو الآلة تعمل بسلاسة. ويحتاج الجسم كذلك للطاقة كي يعمل، مثله في ذلك مثل الآلة. وتأتي الطاقة في محرك السيارة مثلاً من النفط. أما في الجسم فتأتي الطاقة من الطعام والأكسجين.وبالرغم من أن جسم الإنسان يمكن مقارنته بالآلة، إلا أنه أكثر روعة من أي آلة، لأنه أولاً: من صنع الله تبارك وتعالى وإبداعه. فتبارك الله أحسن الخالقين. ثانيًا: لأنه يمكنه عمل أشياء لا يمكن لأي آلة عملها. مثلاً، يمكن للجسم أن ينمو. ويبدأ الجسم على شكل خلية واحدة، وبمرور الوقت تتطور هذه الخلية الضئيلة إلى جسم يتكون من بلايين الخلايا. ويستطيع جسم الإنسان استبدال أجزاء بالية معينة، ففي كل يوم تبلى وتستبدل حوالي بليونين من خلايا الجسم. وهكذا، فإن الجسم يعيد بناء نفسه على الدوام. فمثلاً يستبدل جسم الإنسان الطبقة الخارجية من الجلد كل 15 - 30 يومـًا.ويمكن للجسم البشري أن يدافع عن نفسه ضد مئات الأمراض، كما يمكنه إصلاح نفسه بعد معظم الإصابات الصغيرة. وكثير من أجزاء الجسم، مثـل القلب والكليتين، تعمل بلا توقف. فمثلا، يكون قلب شخص عمره 70 سنة قد ضخ على الأقل 174 مليون لتر من الدم خلال تلك الفترة. كما أن كُليتي هذا الشخص نفسه تكونان قد أزالتا النفايات من أكثر من 3,8 مليون لتر من الدم.
مكوِّنات الجسم
العناصر الكيميائية والجزيئات. يتكون جسم الإنسان، مثله مثل كل الكائنات ـ الحية وغير الحيّة ـ من ذرات العناصر الكيميائية. والعناصر الأكثر شيوعـًا بالجسم هي: الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين. ويحتوي الجسم أيضـًا على كميات أقل من عناصر أخرى كثيرة، تشمل: الكالسيوم والحديد والفوسفور والبوتاسيوم والصـوديوم. وتتحد العناصر الكيميائية مكونة تركيبات مجهرية تُسمَّى الجزيئات. وأكثر الجزيئات شيوعـًا في جسم الإنسان هو جزيء الماء. ويتكون جزيء الماء من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين. ويكوّن الماء نحو 65% من الجسم. ومن المعروف أن معظم التفاعلات التي تحدث بالجسم تتطلب الماء. وفيما عدا الماء، فإن كل الجزيئات الرئيسية في الجسم تحتوي على عنصر الكربون. وأكثر الجزيئات المحتوية على الكربون من حيث الأهمية هي مركبات كبيرة معقدة تسمى الجزيئات الكبرية. وهناك أربعة أنواع أساسية من الجزيئات الكبرية في الجسم هي: المواد الكربوهيدراتية، والشحوم والبروتينات، والحموض النووية. وتزود المواد الكربوهيدراتية الجسم بالطاقة اللازمة لكل أنشطة الجسم. والشحوم لها عدة وظائف؛ فبعض الشحوم، خاصة الدهنيات، تخزن الوقود الزائد. وتعمل شحوم أخرى كإحدى مواد بناء الخلايا التي تكون الجسم. والبروتينات لها وظائف متنوعة أيضـًا، فكثير من البروتينات تعمل كوحدات بناء للخلايا. وهناك بروتينات أخرى، تسمى الإنزيمات، تسرع من التفاعلات الكيميائية داخل الجسم. والحموض النووية تحمل التعليمات التي تخبر كل خلية كيف تؤدي وظائفها الخاصة