وثيقة «إعلان عمان للحوار الحضاري» * المشاركون بمنتدى الوسطية يوصون بضرورة تعميق التواصل الحضاري وإعادة استخراج المكنون الكبير للإسلام
تاريخ النشر : 12/09/2007 * تبني الفكر الوسطي المعتدل لدوره الكبير في تقدم الإنسانية في شتى المجالات المعرفية * بناء خطاب إسلامي حضاري وتوجيه جزء من رأس المال العربي للبحوث العلميةعمان - الدستور - حسين العموش وباسل زغيلاتوجه المشاركون في ختام أعمال "المؤتمر السنوي الثالث" لمنتدى الوسطية للفكر والثقافة الشكر الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على تكرمه برعاية المؤتمر ، والى رئيس الوزراء على دعمه وتوجيهاته الى كافة الجهات المختصة بتسهيل أعمال المؤتمر والى اجهزة الاعلام المختلفة التي سعت الى نشر واشاعة اوراقه ومناقشاته . كما وجه المشاركون الشكر الى القيادات العربية المبادرة في تشجيع البحث العلمي وتوسيع مظلة الانتفاع به في العالم العربي.توصيات المؤتمروكان مؤتمر "منتدى الوسطية للفكر والثقافة" قد أوصى في ختام أعماله والذي شارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين من أربع وعشرين دولة عربية وإسلامية ، بضرورة تعميق التواصل الحضاري وإعادة استخراج المكنون الكبير للإسلام والذي تحتاج إليه البشرية جمعاء في خضم الأزمة العالمية الراهنة وتركيز الاهتمام على الإسهام المعاصر للعرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية.كما أصدر المؤتمرون وثيقة تحمل اسم "إعلان عمان للحوار الحضاري" تتضمن دعوة واضحة من علماء ومفكري الأمة إلى مفكري وعلماء الغرب من أجل زيادة الحوار والتعاون لبناء حضارة إنسانية بعيدة عن العنصرية والتعصب والصراع ، وحث الجامعات العربية والإسلامية على زيادة الاستثمار في البحوث العلمية والتكنولوجية ، والتزام الجامعات بميثاق عمل مشترك تعمل على تحقيقه عبر خطة ومراحل محددة. وأوصى المؤتمر ايضا بتأسيس برامج دراسية موجهه لخدمة البحث العلمي ، حتى تلعب دوراً أساسياً في صياغة الفكر العلمي وبناء مناهج تعالج الإشكالات المعاصرة. وضرورة معالجة المشاكل والمعوقات التي تواجه المسلمين ومؤسساتهم في أوروبا ، ومن بينها التمييز العنصري والديني ، والخلافات العرقية والتنظيمية والمذهبية للمسلمين في أوروبا ، ووجود مجموعات وأفراد ممن يحملون توجهات وأفكارا متشددة لأن من شأن هذا أن يقف أمام إسهام المسلمين وخاصة الجاليات الإسلامية في الحضارة الإنسانية. ودعا المشاركون الى تبني الفكر الوسطي المعتدل باعتبار أنه هو الذي صنع حضارة إسلامية ، كان لها الأثر الكبير في تقدم الإنسانية ، في شتى المجالات المعرفية. ولأن إحياء هذا الفكر سوف يخدم حاضرالمسلمين ومستقبلهم ، ويزيل الحواجز والعوائق المصطنعة التي تفصل بين المسلمين وغيرهم ، وهي حواجز ظهرت وتراكمت بسبب السلوكيات المنحرفة لبعض التيارات الضالة ، مما جعلها سداً منيعاً بين المسلمين وغيرهم. وجاء في التوصيات أيضا ضرورة التركيز على ترسيخ المقدمات والمنطلقات الشعورية والعملية التي تساعد على بناء خطاب إسلامي حضاري منفتح بين المسلمين بشكل عام ، وفي شرائح الشباب على وجه الخصوص. وذلك من خلال جهود المتخصصين في حقول التربية والتعليم والإعلام.والدعوة إلى اندماج الأقليات الإسلامية في الغرب بالمجتمعات التي يعيشون فيها ، ليكونوا أحد المكونات الأساسية في تلك المجتمعات ، وليقوموا بدور الشراكة الحضارية مع تلك المجتمعات ، مع المحافظة على مرجعيتهم وهويتهم الإسلامية وخصائصهم الذاتية. وطالب المشاركون بالمؤتمر بضرورة توجيه جزء من رأس المال العربي للبحوث العلمية وتشجيع العلماء والمخترعين ، وإيجاد مراكز عربية وإسلامية لتنفيذ هذه المهمة. والسعي لدى الحكومات العربية والإسلامية من أجل زيادة الجوائز المادية والمعنوية للباحثين والعلماء والمبدعين ، كجائزة جلالة الملك عبد الله الثاني للمبدعين في المملكة الأردنية الهاشمية ، وجائزة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الإمارات العربية المتحدة ، بحيث تتبنى كل دولة جائزة تقديرية في مجال معين من المجالات العلمية. والعمل على زيادة موازنات البحث العلمي في الجامعات العربية والإسلامية ، وفي الشركات والمصانع المنتشرة في العالم العربي والإسلامي ، لأن هذا سيزيد من الإسهام العربي والإسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة. كما دعوا الى تبني المبدعين والمخترعين والعلماء والمفكرين في العالم العربي والإسلامي لتثبيت وجودهم على الأرض العربية والإسلامية ، مما يزيد من فرص الإستفادة من علومهم وتجاربهم.ومطالبة الحكومات العربية والإسلامية بإشاعة أجواء الحرية والديمقراطية ، التي ستفتح المجال أمام الإبداع في كل مجالات الحياة. و ضرورة استنهاض الهمم من أجل إعادة توطين العقول العربية والإسلامية المهاجرة ، وذلك عن طريق فتح أبواب المؤسسات والهيئات العلمية أبوابها لهذه العقول ، والذي سيؤدي إلى مزيد من التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم العربي والإسلامي. وكان المشاركون في المؤتمر عقدوا عشر جلسات ناقشوا خلالها محاور خمسة ، تناولت جهود العرب والمسلمين في تأصيل العلم الحديث في مختلف المجالات ، وجسور التأثير الحضاري بين العالم الإسلامي وغيره من خلال حركة الترجمة والطباعة والتبادل التجاري والإعلام ، ودور الجامعات والمؤسسات العلمية العربية والإسلامية في الإسهام الحضاري الإنساني المعاصر من خلال الاتصال والتواصل مع العالم وتكوين أجيال باحثة. كما بحثوا دور الحكومات العربية والإسلامية والمؤسسات الأهلية في تشجيع البحث العلمي عن طريق مبادرات ريادية لتشجيع البحث العلمي ، وتطوير المناهج باتجاه الابتكار والإبداع وذلك بإشاعة أجواء الحرية وتعزيز أجواء الإبداع.واقرار الوثيقة التأسيسية "للمنتدى العالمي للوسطية".وعلى هامش أعمال المؤتمر الدولي الثالث الذي عقده منتدى الوسطية للفكر والثقافة اجتمعت الهيئة التأسيسية للمنتدى العالمي للوسطية في عمان يوم امس الأول وتداول المجتمعون أحوال الأمة والظروف التي تعيشيها هذه الأيام ، حيث اطلعوا على اجراءات تأسيس المنتدى في عمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية ، وبعد المداولة اتفق الحضور على اقرار الوثيقة التأسيسية للمنتدى العالمي للوسطية والنظام الأساسي للمنتدى ونظام التمويل المالي.كما قرر الحضور تشكيل لجنة مفوضة لاستكمال اجراءات الترخيص وتسيير أعماله حتى الاجتماع القادم ، تضم الامام الصادق المهدي ـ السودان ، الدكتور محمد حبش ـ سوريا ، الدكتور محمد طلابي ـ المغرب ، المهندس مروان الفاعوري ـ المنسق العام للمنتدى ـ الاردن ، الدكتور محمد الخطيب ـ الاردن ، والمحامي منتصر الزيات ـ مصر.وجرى اثناء الاجتماع مشاورات واسعة حول طرق وأساليب استراتيجيات العمل المستقبلي للمنتدى في ظل التحديات ، والآمال المرجوة منه في إرساء مفاهيم وقيم الاعتدال والوسطية في حياة الأمة. (الدستور الاردنية)