منتديات الــهاشــم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الــهاشــم

أهلا بكم في رحاب الهاشم الحوثي


    الـرسـول الـطـاهـر

    الهاشم
    الهاشم
    الهاشم
    الهاشم


    عدد الرسائل : 296
    العمر : 29
    الموقع : منتديات الهاشم
    تاريخ التسجيل : 28/08/2007

    الـرسـول الـطـاهـر Empty الـرسـول الـطـاهـر

    مُساهمة  الهاشم الأربعاء ديسمبر 19, 2007 8:48 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وأبارك على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وقرة أعيننا محمد بن عبدالله النبي الأمي وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
    فلقد شرف الله تعالى المخلوقات ببعثة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي تربَّى ونشأ بعناية الله تعالى ورعايته وكان في جميع تقلباته وتنقلاته من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات, خيار من خيار, وهو من نكاح لا من سفاح, آباؤه سادات الناس وأجداده رؤوس القبائل, جمع المكابر كابراً عن كابر, فلن تجد في صفة عبد المطلب أجلَّ منه ولا في قرن هاشم أنبل منه في أتراب عبد مناف أكرم منه وهكذا حتى آدم عليه السلام, محفوظ في عين العناية الربانية كما قال تعالى مخصصاً له بهذه المنقبة (المنزلة) العالية " فـإنـك بـأعـيننـا "
    نسب كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عموداً
    فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبن إلى الأرحام الطاهرة, مصفىً مهذباً لا تنشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما).
    وعنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجني من بين أبوي فلم يصبني من عُهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً).
    فمن هذا نستدل على أن عمود نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من آدم إلى نوح إلى إبراهيم عليهم السلام إلى أبويه الشريفين كله طيب طاهر وأن جميع أجداده صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أشراف العرب وسادتهم وهم أهل السخاء والكرم وتتحاكم قبائل العرب إليهم إذا اختلفوا فيما بينهم لا سيما عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب المقام المهيب والشأن العجيب والرأي الصائب.
    فإن عبد المطلب كان السقاية والرفادة (إطعام الحاج أيام الموسم) إليه بعد هاشم, وكان شريفاً مطاعاً ذا فضل في قومه, وكانت قريش تسميه الفيّاض لسخائه. (يخرج عن حاله كل موسم فيصنع به طعاماً للحاج يأكله من لم يكن معه زاد)
    عمرو بن الحرث لما أحدث قومه جرهم بحرم الله
    الحوادث خاف نزول العذاب بهم فعمد إلى أنفس الأموال فجعلها في زمزم وبالغ في طمها وفرَّ إلى اليمن بقومه فلم تزل زمزم في ذلك العهد مجهولة إلى أن رفعت الحجب برؤيا عبد المطلب.
    ومن أهم ما وقع لعبد المطلب حفر بئر زمزم حيث أنه أُمِرَ في المنام بحفر زمزم ووُصِفَ له موضعها, فقام يحفر فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجؤوا إلى الجلاء أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب وحجر المقام فضرب الأسياف باباً للكعبة وضرب في الباب الغزالين فكان أول ذهب حلّيته الكعبة وأقام سقاية زمزم للحجاج, ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبدالمطلب وقالوا له:
    أشركنا أي إنها بئر أبينا اسماعيل وإن لنا فيها حقاً قال: ما أنا بفاعل, هذا أمرٌ خصصت به, فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد ولم يرجعوا حتى أراهم الله في الطريق مادلّهم على تخصيص عبد المطلب بزمزم وهي أنه ركب من كل قبيلة من قريش نفر حتى إذا كانوا بمفازة بين اليمن والحجاز والشام ظمئ عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا بالهلكة فقالوا لعبد المطلب ما ترى؟ فمرنا بما شئت فإنا رأينا تبعاً لرأيك فأمرهم بحفر قبورهم ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشاً ثم قال لهم عبد المطلب: إن إلقاءنا بأيدينا للموت عجز لنضربن في الأرض عسى الله أن يرزقنا ما ببعض البلاد وركب راحلته فلما انبعثت به انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وأصحابه وشربوا واستقوا حتى مْلَئوا أسقيتهم ثم قالوا: قد والله قضى لك علينا يا عبد المطلب والله لا نخاصمك في زمزم أبداً إنَّ الذي أسقاك هذا الماء بهذه الغلاة لهو الذي أسقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشداً, ولم يصلوا إلى الكاهنة, ثم آذاه عدي بن نوفل وقال له: يا عبد المطلب أتستطيل علينا وأنت فذ ولا ولد لك؟ فقال: أبِ القلة تعيرونني لئن آتاني الله عشرة الولد ذكور لأنحرن أحدهم لله عند الكعبة.
    وقد شاءت قدرة الله تعالى أن وُلِدَ لعبد المطلب عشرة بنين وخمس بنات ومن بينهم: أبو طالب وعبد الله وحمزة والحارث.
    أما عبدالله والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فكان أحسن أولاد عبد المطلب وأعفَّهم وأحبَّهم إليه وهو الذبيح - وذلك أن عبد المطلب لّما تمَّ أبناؤه عشرة أخبرهم بنذره فأعطوه فكتب أسماءهم في القداح, فضرب القداح فخرج القدح على عبدالله, فأخذه عبد المطلب وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبة فمنعته قريش ولا سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب, فقال عبد المطلب: فكيف أصنع بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتوا عرَّافة فيستأمرها فأتاها, فأمرت أن يضرب القداح على عبدالله وعلى عشراًَ من الإبل, فإن خرجت على عبدالله يزيد عشراً من الإبل حتى يرضي ربه, (وكان كلما يضرب القداح يقول: يا رب أنت الملك المحمود وأنك ربي الملك المحمود), فرجع فقرع بين عبدالله وبين عشراً ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مئة فوقعت القرعة عليها, فنُحِرت عنه, ثم تركها عبد المطلب لا يرد منها إنساناً ولا سبعاًَ.
    وكانت الديّة في قريش عشراً من الإبل فجرت بعد هذه الوقعة مئة من الإبل وأقرها الإسلام, فكان عبد المطلب أو من سنَّ ديّة النفس مائة من الإبل وأقرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أنا ابن الذبيحين) يعني إسماعيل وأباه عبدالله.
    وقد اختار عبد المطلب لولده آمنة بنت وهب بن مناف وهي يومئذٍ تعد من أفضل أمرأة في قريش نسباً وموضعاً.وأبوها سيد بني زهرة نسباً وشرفاً, فبنى بها عبدالله في مكة وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يمتار بها لهم تمراً فمات بها, وإن جميع ما خلفه عبدالله خمسة أجمال وقطعة غنم وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي أن أم أيمن كانت تربيه وتحفظه فغفلت عليه مرة وإذا بعبد المطلب قائم عند رأسها يا بركة أتدرين أين وجدت ابني.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:33 pm