تحقيق / الهاشم و سارق الذكريات
خلال العشر سنوات الماضية انتشرت صالات المناسبات في اليمن بشكل كبير ولأغراض متعددة " أعراس – عزاء – مؤتمرات – اجتماعات " و كانت في السابق تقام في البيوت أو الخيام . هذه الظاهرة انتقلت الى اليمن من دول الجوار ويبلغ عدد هذه الصالات في مدينة صنعاء حاليا حوالي 100 صالة تقريبا, تتفاوت أسعار استئجارها حسب الموسم ففي موسم الصيف الذي تزداد فيه مناسبات الأعراس يصل إيجار بعض الصالات إلى 250الف ريال لليوم الواحد مقابل 180 ألفا في غير الموسم , هذا بالنسبة للصالات الكبيرة المجهزة بالأثاث الفاخر والتكييف , ويقول أصحاب هذه الصالات أنهم لا يفكرون بتحديد أسعار ثابتة لتأجير صالاتهم لأنهم يلقون إقبالا كبيرا على صالاتهم خصوصا من الميسورين الذين يفضلون اختيار الصالات الكبيرة من باب التباهي وبالتالي فهم يوافقون على الأسعار بدون تردد. ومن المشاكل التي تتعلق بتصميم هذه الصالات منها عدم وجود غرف أو ملحقات أو حدائق خاصة بالأطفال بسبب حرص أصحاب صالات المناسبات على استغلال كل شبر من المساحة كي تظهر صالاتهم كبيرة وفخمة ولذلك فهم يمنعون دخول الأطفال نظرا لعدم وجود أماكن مخصصة لهم من باب الحرص على الأثاث, ولذا فقد صار من المألوف أن تذيل بطاقات الدعوات لهذه المناسبات خصوصا النسائية بكلمات مثل: يرجى عدم اصطحاب الأطفال – نوماً هنيئا لأطفالكم – جنة الأطفال منازلهم , وبعضها لا يخلو من ضيغة الأمر مثل : يمنع منعاً باتاً دخول الأطفال - هذه المناسبة للكبار وليس للاطفال . وبسب التباهي بين الكثيرين يحرص بعض الميسورين على حجز صالات فخمة حتى وإن كانت بعيدة عن مقر سكنه وهذا يسبب مشكلة لدى الكثيرين من جيرانهم بسبب بعد المسافة. يضاف إلى ذلك مشكلة عدم وجود مواقف خاصة للسيارات بتلك الصالات نظرا للازدحام المروري الذي تسببه سيارات المدعوين وتؤدي بالتالي إلى اختناقات مرورية, ويبرر أصحاب الصالات هذا الوضع بأعذار غير منطقية, منها أنه لم يكن يخطط لهذه المواقف قبل البناء !! وهناك سؤال يتردد دائما حول منع التصوير في مناسبات الأعراس الخاصة بالنساء ومن ذلك منع دخول الكاميرات وأجهزة التلفونات المزودة بكاميرات ويؤكد أصحاب هذه الصالات أنه لم يحدث أن تم تصوير من أي نوع في هذه المناسبات ,ونفوا ما يشاع عن تسرب بعض الأفلام الخاصة بالأعراس إلى الأسواق وتداولها بطرق عدة, وقالوا أنها مجرد إشاعات مغرضة ,مشيرين إلى أنه يتم إجراء تفتيش دقيق تقوم به الشرطة النسائية والمشرفات على الصالة . إضافة على ذلك أنه مدون على كرت الدعوة عبارة "يرجى عدم اصطحاب التلفون المزود بالكاميرا ".. وفي حالة وجوده تأخذه المشرفة أو الشرطة النسائية إلى أن تخرج المدعوة أو تضعه عند صاحبة العرس إلى حين خروجها وسألنا في هذه المناسبات عن أوضاع الصالة بعد الخروج فقيل لنا أن نسبة حضور النساء أكثر من نسبة حضور الرجال بكثير والأخص في الأعراس ولكن نسبة مخلفات قات الرجال أكثر من مخلفات قات النساء في المناسبات "عرس – عزاء " وحوادث الحرائق والتخريب من النساء أكثر وسألنا عن التعويض في مثل هذه الحالات؟ فكان الجواب هناك تأمين قد يصل إلى 20الف ريال أو رهن تلفون سيار أو مسدس يسمى تأمين لما بعد المناسبة وذلك لضمان حق الصالة عن تلفيات قد تحدث خلال المناسبة.
|