دَمّي عليّ من الثرى يـا غانيـة*** بالأمـس مـا أبكـاك قـد أبكانِيَـهْ
لصبيّّةٍ من آل بيـت محمّـدٍ *** أدركْـتُ أسـرار الثـرى فـي ثانيَـةْ
وقرعتُ أبواب السمـاءِ مهلّـلاً *** وهتَكْـتُ أستـار الملـوك علانيَـةْ
عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريـحَ عِمامتـي*** ونَكَحْـتُ منهـم سبعـةً وثمانيَـةْ
ودفنتٌ قِرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ*** وشرِبْـتُ مـن دمِ ذي الصـواعِ بآنِيَـةْ
وتركتٌ فـي وادِ السمـاوةِ أُمّـةً*** لـم يغْـنِ شيئـاً عنهُـمُ سلطانيَـهْ
وغسلْـتُ فـي مـاء الخلـودِ يتيمتـي*** فتكَلّلـتْ تيجانَهـا تيجانـيَـهْ
عن زهر جارِيَـةٍ و وردِ كريمـةٍ*** أرجـو بشـوكِ يتيمتـي سلْوانِيَـهْ
يا من عليـكِ نزَلْـتُ كـلَّ مخيفـةٍ*** ونَقَـدْتُ دمعـةَ مُشْفِـقٍ تنعانيَـهْ
يا من إليكِ رَكِبْـتُ فُلْـكَ منيّتـي*** وعشِقْـتُ طعنـةَ ظالـمٍ أردانيَـه
كازيّـةٌ لعِبَـتْ بمهجـةِ ناصـرٍ *** أزْمَعْـتُ طيّـةَ حبّهـا فطوانـيَـهْ
ألحبّهـا آليـتُ لا أحيـى نعـم*** ولقـد لبِـسْـتُ لحبّـهـا أكفانـيَـهْ
كم حُكْتُ لـي مـن مقتـلٍ بيـدي فلـم*** أُقْتَـلْ فقلت:أحُوكُـهُ بلسانيَـهْ
فيجيرنـي ذو الطـوْلَ فـي كِلْتَيْهِمـا*** ربٌّ نحَـرْتُ لوجهِـهِ قربانيَـهْ
ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والـدي*** شيـخٌ علـى حبـس الحِمـا أسمانيَـهْ
أَلْفَيْ عزيزٍ مـن أعـزّةِ عامـرٍ*** رضِيَـوا حيـاة الأرذليـنَ عدانيَـهْ
أذئاب أقفارٍ إذا ما لم يكنْ *** حربـاً وإن حَمِـيَ الوطيـسُ حَصانيَـة(1)
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** لا يشتكـي ضـرب الرقـابِ سِنانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُعْطـي إذا ربُّ المـلا عطانيَـهْ
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُسقـي كـؤوس المُـرِّ مـن أسقانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُثنـي لكـلّ عظيمـةٍ أركانـيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** ذو مِـرّةٍ لا تستـبـاح قِيانـيَـهْ
أولم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي *** أعلـو إذا ودَقُ السحـابِ علانيَـهْ
أولم تكن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أنِـفٌ وعـن مـا لا يُعِـزُّ حشانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** فكّـاكُ خوْلـةَ مجلـسٍ تنخانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** مطلـوبُ أوّلَـةٍ ومطْلَـبُ ثانيَـةْ
مولـودُ تاسعـةٍ ووالـد تاسـعٍ*** قطّـاع قـفـرٍ لا يلـيـنُ جَنانِـيَـهْ
ليـثٌ إذا عـضّ الزمـانُ بنابِـهِ*** غيـثٌ إذا هبّـتْ علـيّ يمانِـيَـةْ
أدنـو لكـلّ مجنّـدٍ بمهنّـدٍ*** وتعارَفَـتْ قُضُـبُ السـيـوف بنانـيَـهْ
نـزّال أودِيَـةٍ تعُـجُّ سِباعُهـا*** لا أرتضـي فـي النائبـاتِ هوانيَـه
أرسو كأعلام الجبال على الثرى*** ما اهتزَّ من سُمْـرِ القنـا إيوانِيَـهْ(2)
متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارمـاً*** هضْـبٌ إذا فَـدْمُ(3) الحِـرابِ كسانيَـهْ
وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها*** فخَضَبْتُ منـه السيـف حيـنَ دهانيَـهْ
ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ يتيمتي*** وكَرَرْتُ بيـن الطارقـاتِ حِصانيَـهْ
أقْدَمْتُ معتَمِـداً علـى ذي عِـزّةٍ*** فحَمَـى حصانـيَ منهُـمُ وحمانيَـهْ
سبحان من خـرّت لهيبـةِ مُلْكِـهِ*** جِـنٌّ البرابـرِ وانْجَلَـتْ أحزانيَـهْ
فأنا الذي في المَرْجِ قبّـلَ حتفَـهُ*** حتـى تحاشـى (طلطـلٌ) سندانيَـهْ
فكأنني بالرمحِ أضـرِبُ قائـلاً *** الأرضُ أرضـيَ والزمـانُ زمانيَـهْ
نحـن الفراعنـةُ الشـدادُ تخالُنـا*** مـن بأسِنـا يـوم اللقـاءِ زبانيَـةْ
شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ*** لو لـم يـرَوْا سمَـطُ الدٌخَـانِ غشانيَـهْ
من خيرِ عامِرَ (4) كلها في منسَبٍ*** الأصـل أصلـيَ والكيـانُ كيانيَـهْ
لي في عُلاَ عُليـا سُبَيْـعٍ منـزِلٌ*** أُفْضِـي إليـهِ إذا الزمـانُ رمانيَـهْ
ولقد قصدْتُ ديارَهُمْ في ظُلْمَـةٍ*** لـم تشـكُ صـرفَ بعيـدَةٍ أعوانيَـهْ
فأخذتُ مرْتجِزاً إلى أن أغْمَضَتْ*** غُبْس (5) العيون السانِحاتِ , أتانيَـهْ:
حُلْـمٌ تكَحّـلَ بالجحيـمِ شفيـرُهُ*** غيـب الـدهـور الباقياتِ,أرانـيَـهْ
في ظلّ عوْسَجَةٍ برَمْلَـةِ (حومـلٍ)*** أطلَقْـتُ للحُلْـمِ البغيـضِ عِنانيَـهْ
فرأيـتُ كـلَّ قريبـةٍ وبعيـدةٍ*** حتّـى تمثّـلَ صـادِحـاً كَرَوَانـيَـهْ
أُنْبِئْتُ منهُ بكلِّ باقٍ مُفْجِـعٍ*** عـن غيـبِ دهْـرٍ لا يُكَـرِّمُ عانيَـةْ(6)
فرأيت من سفيانَ أسجَحَ جبْهـةٍ*** مرهـونَ طوديـنٍ ونفسـهُ كانِيَـةْ(7)
فيلـوذُ فـي جمْـعٍ يغالِـبُ نشـرُهُ*** نشْـرَ الجـرادِ مُدَاهِمَـاً عمّانيَـهْ
فَلَيَفْتِكَنْ بقصيرِ هاشِـمّ فتْكَـةً*** منهـا نعـا بالصـوت : مـا أشقانيَـهْ
فيُجِـدُّ فـي طلـب اليهـودِ يسوقُـهُ*** غليانُـهُ فلَيُطْفِـئَـنْ غليانـيَـهْ
فيسومُهُمْ في الجنبِ من طَبَرِيّـةٍ*** سـوطَ العـذابِ بكُـلِّ أحْـدَبَ قانيَـهْ
ورأيتُ أُمّةَ مغْرِبٍ تعدو بِنـا*** عـدو الجمـال الهارِعـاتِ بِسَانيَـةْ(
فترى على إثْـرِ الهـلالِ صَلِيبَهـا*** يُبْنَـى وَمِنْـهُ بكـلّ قُطْـرٍ بانيَـةْ
إلا الثلاثـةُ(9) أهلُهـا بدِمائِهـم*** عنهـا أماطـوا كُـلَّ بُرْقُـعِ رانيّـةْ
قـرْنٌ قِـرانٌ حِلُّـهُ وحرامُـهُ*** لا يؤخـذُ الزانـيْ بِجُـرْمِ الزانـيَـةْ
فإذا أضاءتْ دُورُهُـمْ وقُدُورُهُـمْ*** وجنَـتْ لهُـمْ شـرَّ البليّـةِ جانِيَـةْ
شَلَّ المَنُـونُ ذراعَهُـمْ وكِراعَهُـمْ*** وأراعَهُـمْ رَجْـعُ الكبـودِ الطانيَـةْ
قعَدَوا لهمْ أعراب خُنذُفَ(10) مقعَداً*** من صلْوِِ نـارهِ تصطلـيْ أبدانيَـهْ
تكتالُ لحْـمَ بُطُونِهُـم وظهورِهُـم*** أسيـاف عُصبَـةِ عيلـمٍ مُتفانيَـةْ
فيخـونُ أطلـسُ إيليـاءٍ ربَّـهُ*** فتَـدُكُّ أرضَـهُ سـودُ حـرْبٍ قانيَـةْ
فترى قِلاصَ(11) المؤمنينَ كأنّها*** زُمُـرَ البواخـرِ أو قُـرَىً متدانيَـةْ
فتطولُ أعواماً فيقصُرُ طولُها*** ذو نقْرسٍ(12)نحَتَـتْ ضريحَـهُ غانيَـةْ
قالـت لهُ:يـا تاجَهُـمْ وسِراجَهُـمْ*** أَسَمَـاعُ نُصْـحِ مُحِبَـةٍ أم شانيَـةْ
أترى النزاريّينَ (13) يُؤمَنُ مكرُهُم*** وبقولِهـم قـد جاءنـي شيطانيَـةْ
فولائُهُم من حيثُ كانَ برائُهُـم*** فهُـمُ هُـمُ إذ حِمْيَـرِيْ همَدَانيَـهْ(14)
شمّـرْ لقبـرِ نبيَهِـم فـي يثـرِبٍ*** واجْلُـبْـهُ إنَّ مكـانـهُ لمكانـيَـهْ
وعليـك بالرُكـن اليمانـي إنّـهُ*** ورْثٌ لنـا أقصـاهُ فـي كَهْلانيَـهْ
فتكونُ من عُليا نزارٍ آمنـاً*** وتعـودُ روح الـربُ فـي خولانيَـهْ(15)
فسَرَى سُرَىً وجَرَى يسابقُ في الثرى*** جمْعٌ حسـابُ جنـودِهِ أعيانيَـهْ
فإذا النضا (16)وطأتْ لظى وادِ الغضا(17)*** وتعَرَّشَتْ أطوائُها أغصانيَهْ
أُخِذُوا بصرصر أحمرٍ وأُحَيمِرٍ (18)*** للروع منـهُ تصافحَـتْ أمتانيَـهْ
فيهولُهُم من ضلفعٍ وسُوَيْقَةٍ(19)*** ما سدّ عيـن الشمـسِ عـن أعيانيَـهْ
مـن بـاب بغـدادٍ وقُبَـةَ بـابـلٍ*** ذو عِـمّـةٍ إخـوانـهُ إخوانـيَـهْ
فيَـرُدُّ عاليَهُـم لسافِلِهـم وقـد*** أحْيَـى صهِيْـل عِتَاقِهِـمْ جُثْمانـيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ تمرّد أشقـرٌ*** نصَـبَ الصليـبَ وأخلَجَـتْ أوطانيَـهْ
فلَيَقْتُلَنْ من أهل دِينِهِ مـن يـخ*** الِـفَ شِـرْكَ مذهبِـهِ ويُجْهِـدُ وانيّـةْ
فـإذا مضَـتْ عَشْـرٌ تقلّـدَ سيفَـهُ*** وغـدا يقولُ:مسيحُكُـمْ آتانـيَـهْ:
سِفْرَينِ تُثْبِتُ أنّني مُستَخْلَفٌ*** فـي رزق أهـل الأرض حيـن دعانيَـهْ
فتسوجُ أصقـاعَ البقـاعِ جيوشُـهُ*** وشعـارُهُ :مـا الشـانُ إلا شانيَـهْ
فتُجِلَّـهُ صهيـونُ خشْيَـةَ بَطْشِـهِ*** ويُشوّقونَـهُ أرْضـنـا وأمانـيَـهْ
فبِمِصْـرَ يُحْـرِقُ أُمّـةً وبِقُبْـرُصٍ*** أُخْـرى ورُبَّ جريمـةٍ تخفانيَـهْ
فيكـونُ حِلْـفَ هِلالهـا وصليبهـا*** لِقِتالـهِ بالقُـربِ مـن غسّانـيَـهْ
حتى إذا انتصـروا تمـزّقَ حِلْفُهُـم*** وتقاتلـوا والنصْـرُ فـي قرآنيَـهْ
فإذا انقضـى دهـرٌ تزَنْـدَقَ أبـرصٌ*** فيمـورُ مـن نفَثَاتِـهِ ديوانيَـهْ
فيضيءُ للأوثانِ كُلَّ سَقِيفَـةٍ*** قـد كـدت أحسـب ضوءهـا أعمانيـة
قـد كـادَ يُجْحِـمُ بالحجـازِ وأهْلِـهِ*** لـولا أبـادتْ عبْسَـهُ ذُبيانيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ بدت مـن موصِـلٍ*** سـودٌ يعـومُ بعومِهِـنَّ دُخَانيَـهْ
فتقـام حـولَ مراكِـشٍ للقاءِهِـمْ*** بيـضُ يلـوحُ لضوئهـنّ جُمانيَـهْ
فإذا انقضى دهـرٌ تصـدّعَ مدْفَـنٌ*** عـن ربِّـهِ فتباشَـرَتْ قحطانيَـهْ
حتـى إذا صبَـأَوا إليـهِ أعادهـم*** ذو وحْمَـةٍ مـن مُعتلـى عدنانيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ تربَعَ طائِـرٌ*** فـي عـرشِ نجـدٍ لا يقاصـي دانيَـةْ
فإذا لوى ساقاً بساقٍ لم يُطِـلْ*** لـهُ أشعـثٌ مـن (بيشـةٍ) فـي هانيَـةْ
وهُنا انتهى حُلْمُ الشُجَيْـرَةِ والتَهـى*** قلبـي بصـوتِ مـؤذّنٍ نادانيَـهْ
أوَمَـا هُنـا حَبـرٌ يُفَسِّـرُ حُلْمَنـا*** مُتَبَيِّـنٌ مـا فـي مُبِيْـنِ بيانـيَـهْ
ما أكثرُ الأحـلام غيـرُ تَخَـرُّصٍ*** لـم أستمِـعْ يومـاً لهـا بِجَنَانيَـهْ
فالدهـرُ يومـانٌ فيـومٌ فيـه أل*** قانـي ويـومٌ فيـهِ مــا ألقانـيَـهْ
أَتُعَابُ نفسٌ فـي قناعَتِهَـا وقـد*** أزِفَ الرحيـلُ وكُـلُّ نفـسً فانيَـةْ
لصبيّّةٍ من آل بيـت محمّـدٍ *** أدركْـتُ أسـرار الثـرى فـي ثانيَـةْ
وقرعتُ أبواب السمـاءِ مهلّـلاً *** وهتَكْـتُ أستـار الملـوك علانيَـةْ
عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريـحَ عِمامتـي*** ونَكَحْـتُ منهـم سبعـةً وثمانيَـةْ
ودفنتٌ قِرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ*** وشرِبْـتُ مـن دمِ ذي الصـواعِ بآنِيَـةْ
وتركتٌ فـي وادِ السمـاوةِ أُمّـةً*** لـم يغْـنِ شيئـاً عنهُـمُ سلطانيَـهْ
وغسلْـتُ فـي مـاء الخلـودِ يتيمتـي*** فتكَلّلـتْ تيجانَهـا تيجانـيَـهْ
عن زهر جارِيَـةٍ و وردِ كريمـةٍ*** أرجـو بشـوكِ يتيمتـي سلْوانِيَـهْ
يا من عليـكِ نزَلْـتُ كـلَّ مخيفـةٍ*** ونَقَـدْتُ دمعـةَ مُشْفِـقٍ تنعانيَـهْ
يا من إليكِ رَكِبْـتُ فُلْـكَ منيّتـي*** وعشِقْـتُ طعنـةَ ظالـمٍ أردانيَـه
كازيّـةٌ لعِبَـتْ بمهجـةِ ناصـرٍ *** أزْمَعْـتُ طيّـةَ حبّهـا فطوانـيَـهْ
ألحبّهـا آليـتُ لا أحيـى نعـم*** ولقـد لبِـسْـتُ لحبّـهـا أكفانـيَـهْ
كم حُكْتُ لـي مـن مقتـلٍ بيـدي فلـم*** أُقْتَـلْ فقلت:أحُوكُـهُ بلسانيَـهْ
فيجيرنـي ذو الطـوْلَ فـي كِلْتَيْهِمـا*** ربٌّ نحَـرْتُ لوجهِـهِ قربانيَـهْ
ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والـدي*** شيـخٌ علـى حبـس الحِمـا أسمانيَـهْ
أَلْفَيْ عزيزٍ مـن أعـزّةِ عامـرٍ*** رضِيَـوا حيـاة الأرذليـنَ عدانيَـهْ
أذئاب أقفارٍ إذا ما لم يكنْ *** حربـاً وإن حَمِـيَ الوطيـسُ حَصانيَـة(1)
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** لا يشتكـي ضـرب الرقـابِ سِنانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُعْطـي إذا ربُّ المـلا عطانيَـهْ
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُسقـي كـؤوس المُـرِّ مـن أسقانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُثنـي لكـلّ عظيمـةٍ أركانـيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** ذو مِـرّةٍ لا تستـبـاح قِيانـيَـهْ
أولم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي *** أعلـو إذا ودَقُ السحـابِ علانيَـهْ
أولم تكن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أنِـفٌ وعـن مـا لا يُعِـزُّ حشانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** فكّـاكُ خوْلـةَ مجلـسٍ تنخانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** مطلـوبُ أوّلَـةٍ ومطْلَـبُ ثانيَـةْ
مولـودُ تاسعـةٍ ووالـد تاسـعٍ*** قطّـاع قـفـرٍ لا يلـيـنُ جَنانِـيَـهْ
ليـثٌ إذا عـضّ الزمـانُ بنابِـهِ*** غيـثٌ إذا هبّـتْ علـيّ يمانِـيَـةْ
أدنـو لكـلّ مجنّـدٍ بمهنّـدٍ*** وتعارَفَـتْ قُضُـبُ السـيـوف بنانـيَـهْ
نـزّال أودِيَـةٍ تعُـجُّ سِباعُهـا*** لا أرتضـي فـي النائبـاتِ هوانيَـه
أرسو كأعلام الجبال على الثرى*** ما اهتزَّ من سُمْـرِ القنـا إيوانِيَـهْ(2)
متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارمـاً*** هضْـبٌ إذا فَـدْمُ(3) الحِـرابِ كسانيَـهْ
وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها*** فخَضَبْتُ منـه السيـف حيـنَ دهانيَـهْ
ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ يتيمتي*** وكَرَرْتُ بيـن الطارقـاتِ حِصانيَـهْ
أقْدَمْتُ معتَمِـداً علـى ذي عِـزّةٍ*** فحَمَـى حصانـيَ منهُـمُ وحمانيَـهْ
سبحان من خـرّت لهيبـةِ مُلْكِـهِ*** جِـنٌّ البرابـرِ وانْجَلَـتْ أحزانيَـهْ
فأنا الذي في المَرْجِ قبّـلَ حتفَـهُ*** حتـى تحاشـى (طلطـلٌ) سندانيَـهْ
فكأنني بالرمحِ أضـرِبُ قائـلاً *** الأرضُ أرضـيَ والزمـانُ زمانيَـهْ
نحـن الفراعنـةُ الشـدادُ تخالُنـا*** مـن بأسِنـا يـوم اللقـاءِ زبانيَـةْ
شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ*** لو لـم يـرَوْا سمَـطُ الدٌخَـانِ غشانيَـهْ
من خيرِ عامِرَ (4) كلها في منسَبٍ*** الأصـل أصلـيَ والكيـانُ كيانيَـهْ
لي في عُلاَ عُليـا سُبَيْـعٍ منـزِلٌ*** أُفْضِـي إليـهِ إذا الزمـانُ رمانيَـهْ
ولقد قصدْتُ ديارَهُمْ في ظُلْمَـةٍ*** لـم تشـكُ صـرفَ بعيـدَةٍ أعوانيَـهْ
فأخذتُ مرْتجِزاً إلى أن أغْمَضَتْ*** غُبْس (5) العيون السانِحاتِ , أتانيَـهْ:
حُلْـمٌ تكَحّـلَ بالجحيـمِ شفيـرُهُ*** غيـب الـدهـور الباقياتِ,أرانـيَـهْ
في ظلّ عوْسَجَةٍ برَمْلَـةِ (حومـلٍ)*** أطلَقْـتُ للحُلْـمِ البغيـضِ عِنانيَـهْ
فرأيـتُ كـلَّ قريبـةٍ وبعيـدةٍ*** حتّـى تمثّـلَ صـادِحـاً كَرَوَانـيَـهْ
أُنْبِئْتُ منهُ بكلِّ باقٍ مُفْجِـعٍ*** عـن غيـبِ دهْـرٍ لا يُكَـرِّمُ عانيَـةْ(6)
فرأيت من سفيانَ أسجَحَ جبْهـةٍ*** مرهـونَ طوديـنٍ ونفسـهُ كانِيَـةْ(7)
فيلـوذُ فـي جمْـعٍ يغالِـبُ نشـرُهُ*** نشْـرَ الجـرادِ مُدَاهِمَـاً عمّانيَـهْ
فَلَيَفْتِكَنْ بقصيرِ هاشِـمّ فتْكَـةً*** منهـا نعـا بالصـوت : مـا أشقانيَـهْ
فيُجِـدُّ فـي طلـب اليهـودِ يسوقُـهُ*** غليانُـهُ فلَيُطْفِـئَـنْ غليانـيَـهْ
فيسومُهُمْ في الجنبِ من طَبَرِيّـةٍ*** سـوطَ العـذابِ بكُـلِّ أحْـدَبَ قانيَـهْ
ورأيتُ أُمّةَ مغْرِبٍ تعدو بِنـا*** عـدو الجمـال الهارِعـاتِ بِسَانيَـةْ(
فترى على إثْـرِ الهـلالِ صَلِيبَهـا*** يُبْنَـى وَمِنْـهُ بكـلّ قُطْـرٍ بانيَـةْ
إلا الثلاثـةُ(9) أهلُهـا بدِمائِهـم*** عنهـا أماطـوا كُـلَّ بُرْقُـعِ رانيّـةْ
قـرْنٌ قِـرانٌ حِلُّـهُ وحرامُـهُ*** لا يؤخـذُ الزانـيْ بِجُـرْمِ الزانـيَـةْ
فإذا أضاءتْ دُورُهُـمْ وقُدُورُهُـمْ*** وجنَـتْ لهُـمْ شـرَّ البليّـةِ جانِيَـةْ
شَلَّ المَنُـونُ ذراعَهُـمْ وكِراعَهُـمْ*** وأراعَهُـمْ رَجْـعُ الكبـودِ الطانيَـةْ
قعَدَوا لهمْ أعراب خُنذُفَ(10) مقعَداً*** من صلْوِِ نـارهِ تصطلـيْ أبدانيَـهْ
تكتالُ لحْـمَ بُطُونِهُـم وظهورِهُـم*** أسيـاف عُصبَـةِ عيلـمٍ مُتفانيَـةْ
فيخـونُ أطلـسُ إيليـاءٍ ربَّـهُ*** فتَـدُكُّ أرضَـهُ سـودُ حـرْبٍ قانيَـةْ
فترى قِلاصَ(11) المؤمنينَ كأنّها*** زُمُـرَ البواخـرِ أو قُـرَىً متدانيَـةْ
فتطولُ أعواماً فيقصُرُ طولُها*** ذو نقْرسٍ(12)نحَتَـتْ ضريحَـهُ غانيَـةْ
قالـت لهُ:يـا تاجَهُـمْ وسِراجَهُـمْ*** أَسَمَـاعُ نُصْـحِ مُحِبَـةٍ أم شانيَـةْ
أترى النزاريّينَ (13) يُؤمَنُ مكرُهُم*** وبقولِهـم قـد جاءنـي شيطانيَـةْ
فولائُهُم من حيثُ كانَ برائُهُـم*** فهُـمُ هُـمُ إذ حِمْيَـرِيْ همَدَانيَـهْ(14)
شمّـرْ لقبـرِ نبيَهِـم فـي يثـرِبٍ*** واجْلُـبْـهُ إنَّ مكـانـهُ لمكانـيَـهْ
وعليـك بالرُكـن اليمانـي إنّـهُ*** ورْثٌ لنـا أقصـاهُ فـي كَهْلانيَـهْ
فتكونُ من عُليا نزارٍ آمنـاً*** وتعـودُ روح الـربُ فـي خولانيَـهْ(15)
فسَرَى سُرَىً وجَرَى يسابقُ في الثرى*** جمْعٌ حسـابُ جنـودِهِ أعيانيَـهْ
فإذا النضا (16)وطأتْ لظى وادِ الغضا(17)*** وتعَرَّشَتْ أطوائُها أغصانيَهْ
أُخِذُوا بصرصر أحمرٍ وأُحَيمِرٍ (18)*** للروع منـهُ تصافحَـتْ أمتانيَـهْ
فيهولُهُم من ضلفعٍ وسُوَيْقَةٍ(19)*** ما سدّ عيـن الشمـسِ عـن أعيانيَـهْ
مـن بـاب بغـدادٍ وقُبَـةَ بـابـلٍ*** ذو عِـمّـةٍ إخـوانـهُ إخوانـيَـهْ
فيَـرُدُّ عاليَهُـم لسافِلِهـم وقـد*** أحْيَـى صهِيْـل عِتَاقِهِـمْ جُثْمانـيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ تمرّد أشقـرٌ*** نصَـبَ الصليـبَ وأخلَجَـتْ أوطانيَـهْ
فلَيَقْتُلَنْ من أهل دِينِهِ مـن يـخ*** الِـفَ شِـرْكَ مذهبِـهِ ويُجْهِـدُ وانيّـةْ
فـإذا مضَـتْ عَشْـرٌ تقلّـدَ سيفَـهُ*** وغـدا يقولُ:مسيحُكُـمْ آتانـيَـهْ:
سِفْرَينِ تُثْبِتُ أنّني مُستَخْلَفٌ*** فـي رزق أهـل الأرض حيـن دعانيَـهْ
فتسوجُ أصقـاعَ البقـاعِ جيوشُـهُ*** وشعـارُهُ :مـا الشـانُ إلا شانيَـهْ
فتُجِلَّـهُ صهيـونُ خشْيَـةَ بَطْشِـهِ*** ويُشوّقونَـهُ أرْضـنـا وأمانـيَـهْ
فبِمِصْـرَ يُحْـرِقُ أُمّـةً وبِقُبْـرُصٍ*** أُخْـرى ورُبَّ جريمـةٍ تخفانيَـهْ
فيكـونُ حِلْـفَ هِلالهـا وصليبهـا*** لِقِتالـهِ بالقُـربِ مـن غسّانـيَـهْ
حتى إذا انتصـروا تمـزّقَ حِلْفُهُـم*** وتقاتلـوا والنصْـرُ فـي قرآنيَـهْ
فإذا انقضـى دهـرٌ تزَنْـدَقَ أبـرصٌ*** فيمـورُ مـن نفَثَاتِـهِ ديوانيَـهْ
فيضيءُ للأوثانِ كُلَّ سَقِيفَـةٍ*** قـد كـدت أحسـب ضوءهـا أعمانيـة
قـد كـادَ يُجْحِـمُ بالحجـازِ وأهْلِـهِ*** لـولا أبـادتْ عبْسَـهُ ذُبيانيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ بدت مـن موصِـلٍ*** سـودٌ يعـومُ بعومِهِـنَّ دُخَانيَـهْ
فتقـام حـولَ مراكِـشٍ للقاءِهِـمْ*** بيـضُ يلـوحُ لضوئهـنّ جُمانيَـهْ
فإذا انقضى دهـرٌ تصـدّعَ مدْفَـنٌ*** عـن ربِّـهِ فتباشَـرَتْ قحطانيَـهْ
حتـى إذا صبَـأَوا إليـهِ أعادهـم*** ذو وحْمَـةٍ مـن مُعتلـى عدنانيَـهْ
فإذا انقضى دهرٌ تربَعَ طائِـرٌ*** فـي عـرشِ نجـدٍ لا يقاصـي دانيَـةْ
فإذا لوى ساقاً بساقٍ لم يُطِـلْ*** لـهُ أشعـثٌ مـن (بيشـةٍ) فـي هانيَـةْ
وهُنا انتهى حُلْمُ الشُجَيْـرَةِ والتَهـى*** قلبـي بصـوتِ مـؤذّنٍ نادانيَـهْ
أوَمَـا هُنـا حَبـرٌ يُفَسِّـرُ حُلْمَنـا*** مُتَبَيِّـنٌ مـا فـي مُبِيْـنِ بيانـيَـهْ
ما أكثرُ الأحـلام غيـرُ تَخَـرُّصٍ*** لـم أستمِـعْ يومـاً لهـا بِجَنَانيَـهْ
فالدهـرُ يومـانٌ فيـومٌ فيـه أل*** قانـي ويـومٌ فيـهِ مــا ألقانـيَـهْ
أَتُعَابُ نفسٌ فـي قناعَتِهَـا وقـد*** أزِفَ الرحيـلُ وكُـلُّ نفـسً فانيَـةْ